من هو القاضي الفاضل
هو عبد الرحيم بن علي البيساني، اشتهر باسم القاضي الفاضل من مدينة عسقلان بفلسطين، ولد سنة ٥٢٩ هـ. أرسل إلى ديوان الإنشاء في مصر، وتتلمذ فيه على أشهر الكتاب.
وأتقن فن الكتابة، عمل بعد ذلك في ديوان الإنشاء الفاطمي، في عهد الخليفة الظافر. ولما قامت الدولة الأيوبية وتولى صلاح الدين الإمارة، اتخذه كاتباً ووزيراً ومشيراً ورئيساً لديوان الإنشاء عنده . وبعد وفاة صلاح الدين وزر القاضي الفاضل لابنه الملك العزيز، ثم لابنه المنصور وتوفي في بداية عهد الملك العادل سنة ٥٩٦ هـ، وكان صاحب علم وفضل ودين وصاحب طريقة في الكتابة تنسب إليه وتعرف به. وصف بأنه كاتب الشرق والغرب في زمانه، وأنه رب القلم والبيان، وأبلغ كتاب العصر الأيوبي بلا منازع.
هذا النص جزء من رسالة كتبها القاضي الفاضل على لسان صلاح الدين الأيوبي إلى الخليفة العباسي الناصر ببغداد يبشره ويصف له المعركة الأخيرة التي دارت رحاها حول أسوار بيت المقدس وفيها يقول ولما لم يبق إلا القدس وقد اجتمع إليها كلُّ شريد منهم وطريد.
واعْتَصَمْ بِمَنْعَتِها كل قريب منهم وبعيد، وظنوا أنها من الله ما نعتُهم، وأن كنيستها إلى الله شافعتُهم فلما نازلهم الخادم، ورأى بلداً كبلاد، وجمعاً كيوم التناد وعزائم قد تألفت وتَأَلَّبَتْ على الموت، فَنَزَلَتْ بِعَرَضَته وهان عليها موردُ السيف وأن تَمُوتَ بِغُصَّته .