علاقة التوكل بالثقة بالله تعالى
إن التوكل يعني ضرورة الأخذ بالأسباب من أجل تحقيق الأهداف، ومن يترك الأسباب ويسمي نفسه متوكلا فلا يستقيم إيمانه ولا توكله لأنه مخالف لسنن الله القائمة على ارتباط النتائج بأسبابها فيجب على من يتوكل وياخذ بالأسباب أن يعتقد اعتقاداً جازما بأن تحقق المقصد والمراد ليس من صنع الأسباب .
إنما من صنع الله تعالى وأن التحقق الأشياء بعد الأخذ بالأسباب يتم حسب ما قدره الله وقضاه، فلا يتعلق المؤمن بالأسباب بل يتعلق بخالق الأسباب، فعليه أن يبذل جهده ويسعى وحصول نتائج السعي على الله تعالى ولذلك شبه رسول الله صدق التوكل في الأخذ بالأسباب بحركة الطير في البحث عن رزقه قال عليه الصلاة والسلام :( لو انكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ).
ففي هذا الحديث حث على الشوكل مع الأخذ بالأسباب فالعدو والزواج للبحث عن الرزق أخذ بالأسبابها واستعمال لسنة الله في الحياة والأحياء والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً وهكذا ينبغي أن يكون المؤمن في توكله عاملاً ساعياً أخذا بالأسباب.
الثقة بالله محور الارتكاز في دائرة التوكل ونلاحظ قوة الثقة بالله تعالى في قول الحبيب المصطفي عليه وعلى آله الصلاة والسلام لرفيقه في الغار أبي بكر الصديق رضي الله عنه ( ما بالك باثنين الله ثالثهما ). وقوله عليه الصلاة والسلام لأبي جندل بعد إجرام صالح الحديبية وكان فيه بند يقضي بعودة من جاء إلى رسول الله من قريش مسلماً إليهم قال له : " ارجع فإن الله جاعل لك ولمن معك فرجا ومخرجا "
وقد تمثلت هذه الثقة لدى أم موسى التي ألقت وليدها في اليم ثقة بوعد الله كما قص الله عنها :( فإذا خفت عَلَيْهِ فالْقِيهِ فِي اليَمَ وَلَا تخافي ولا تحزني مَا فِي وَلَا تَحرَقَ إِنَّا رَادُّوه إليك وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسلين ) القصص إن الثقة بالله خلاصة التوكل على الله سبحانه وتعالى، فالتوكل يشمل الثقة بالله وتفويض الأمر إلى الله والتسليم لله تعالى بالشعور الدائم بحماية الله للمؤمن ونصرته له وتأييده، يعمق معاني الثقة بالله،