في تصنيف مشاهير بواسطة
من اجمل قصائد ابن الفارض

هو أبو القاسم عمر بن علي بن مرشد الملقب بابن الفارض حموي الأب مصري المولد والنشأة والوفاة يمتد نسبه إلى قبيلة بني سعد التي تنتمي إليها السيدة حليمة مرضعة النبي محمد عليه الصلاة والسلام.

كان أبوه رجل علم وفضل وجاه يتصدر مجالس الحكم والعلم. وعندما طلب منه أن يكون قاضي القضاة امتنع واعتزل الناس، وانقطع إلى عبادة الله بالجامع الأزهر، واجتهد في توريث ابنه كل سجاياه الحميدة ، فنشأ ابن الفارض تحت كنف فلما قوي عوده اشتغل بفقه الشافعية، وأخذ الحديث عن ابن عساكر. كما عرف عنه ميله إلى الخلوة والتأمل، وكثرة العبادة، وحبه للتقشف. وقد عبر عن ذلك - مبيناً نهجه الخاص - في قوله :

وأبعدني عن أربعي بعد أربع

               شبابي وعـقـلـي وارتياحي وصـحـتـي فلي بعد أوطاني سكون إلى الفلا

           وبالوحش أنسي إذ من الأنس وحشتي

وبعد وفاة والده قصد مكة المكرمة، وأقام فيها زهاء خمسة . عشر وهناك بين المناسك المقدسة نضجت شاعريته، وكملت مواهبه الروحية، ثم عاد إلى مصر وقد سبقه إليها ذكره العطر، فعرف الناس فضله فرفعوه إلى مصاف الصالحين، وقصد بالزيارة من الخاص والعام حتى إن الملك الأيوبي الكامل كان ينزل لزيارته.

لابن الفارض ديوان شعر لطيف ينحو منحى الزهاد الصوفيين، التزم فيه لوناً معيناً واحداً هو الوجد الروحي الهائم في الحب الإلهي، والذي عبر عنه بصور شتى فامتاز شعره بالرقة والعاطفة وتجلى في أسمى صوره المعنوية والحسية وهو يصف بعض ما الكون من آيات الحب والخير والجمال كما أنه طور مفهوم الشعر الصوفي حتى في أصبح على يديه كما يرى بعض النقاد مدرسة كاملة البناء والمحتوى ترجم ديوانه.

فالمحب الصادق الذي يماثلني في مقامي لا بد أن يكون مخلصاً في ح عليماً في محراب من يحب. فها أنا أصبحت لا أملك غير روحي التي لا استطيع أن أتصرف بها، كونها نفحة من روحك، أما نفسي فقد تخليت عنها، وبذلتها، وتنازلت عن كل متعة لي حتى احظى برضاك عن حبي، وليس بمسرف من يجود. بأنفس ما يملك لمن يحب . فإذا رضيت عني، وقبلت حبي أكون قد بلغت المني وحظيت بالسعادة أما إذا لم تقبله مني فإني أندب جدي، وسعيي اللذين خاب رجاؤهما، وبطل أملهما في بلوغ هذه الغاية العظيمة . ثم يأتي الشاعر بصورة فريدة غامرة بتدفق المشاعر الرقيقة - وإن كان يكتنف ويتابع الشاعر وصف أحاسيسه فيقول : لا عجب من بخل عيني بنومها، وسماحتها بدموعها الغزيرة؛ فهذا يعكس مكابدتي ، وصبري لما تقتضيه المحبة من العذاب، والجوى شوقاً إلى المحب. وأقول لمن يحاول من العادلين أن يثنيني عن هذا

بعض معانيها الغموض فيقول لقد أخفيت حبكم، فكادت لوعته تفنيني، ومن شدة حرصي عليه كتمته حتى عن نفسي، نظراً لرفته، ولطفه، فهو حب صاف من قيود الم د المادة لا يماثله أي حب دنيوي فهو لطيف بل هو أخفى من اللطف الخفي.

الحب العظيم لو أحببت كما أحببنا لفهمت كما فهمنا ولقد انتهج ابن الفارض في هذه الأبيات المنتقاة من قصيدته - بل في كل شعره - شكل الطابع القديم الذي لم يقرط بعمود الشعر التقليدي إلا أن شعره من حيث

المضمون أخذ اتجاهين أولهما أنه البسي معانيه أثواباً من الصور التقليدية في الغزل والنسيب حيث لم يتسن له مخاطبة العالم الخارجي بما تجيش به خواطره من منبع الصفاء الروحي المقيم في أغوار نفسه ما لم تنعكس فيه صور من مادية هذا العالم، ولهذا نرى تعبيرات مثل حق هواك غلب الهوى أمر صبابتي فإذا عشقت أما الاتجاه الثاني فقد نحا به نحو الغموض حيث تعجز المعاني عن إبانة نشوته لا حدود لها كون المحبوب المعني هو أكبر من أن تتسع معاني اللغة للإحاطة به.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
من اجمل قصائد ابن الفارض

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى ملك العلم ، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...