في تصنيف مشاهير بواسطة
من هو الخليفة المستنصر بالله

اعتلى العرش وهو كبير السن كان عمره وقتئذ قد جاوز الخامسة والاربعين وهذا راجع إلى طول عهد أبيه إلا أن الحكم مع ذلك كان خبيرا بشئون الحكم فقد أشركه أبوه معه من قبل في تدبير الدولة وعهد إليه بالإشراف على بناء مدينة الزهراء يضاف إلى ذلك أن الحكم كان رجلا عالماً منصرفا إلى العلم والقراءة وتصيد الكتب النادرة من كل مكان وكان له عملاء فى بغداد والقاهرة ودمشق مكلفون بنسخ الكتب أو شرائها مهما بلغ ثمنها وكثيرا ما كانت تنتهي إليه مؤلفات بلاد المشرق قبل أن يقرأها أهلها هناك فيروي على سبيل المثال الا الخليفة الحكم ما كاد يعلم أن عالم العراق أبا الفرج الأصفهاني يشتغل بتأليف كتابه الأغاني حتى أرسل اليه ألف دينار وطلب منه أن يبعث به إليه قبل ظهوره بالمشرق ففعل ذلك وأرسله إليه قبل أن يقرأه أحد في المشرق.

ويقال إن أبا الفرج كان من موالي بني أمية وهذا مما جعله يجيب الحكم إلى طلبه وكان من نتائج هذه الهمة العلمية أن تكونت في القصر الملكي بمدينة الزهراء مكتبة علمية ضخمة يقدر ما حوته من الكتب بنحو ٤٠٠ ألف مجلد في شي الفنون المختلفة والغريب إنه قيل إن كل كتاب في هذه الخزانة قد اطلع عليه الحكم وعلق على هوامشه وهذا القول مبالغ فيه بطبيعة الحال ولكنه يدل على دراية الحكم وسعة اطلاعه التحليلية الصائبة كما امتازت عباراته بالقوة والمرونة حتى صار اسلوبه معروفا بطابعه الخاص ويتناول كتابة تاريخ الاندلس من الفتح العربي حتى أواخر القرن الرابع الهجري أي حتى قبيل عصر ابن حيان ولهذا اضطر ابن حيان الى اقتباس مادة كتابه من كتب المؤرخين الذين سبقوه وخصوصا عيسى الرازي ولهذا سماه ابن حيان بالمقتبس ولقد وصل الينا من كتاب المقتبس أربع قطع منفصلة، الأولى وتتناول عصر الحكم الربضي وجزءا من عصر عبد الرحمن الاوسط وقد نشرها الدكتور محمود مكي تحت الطبع، والثانية وتتناول عهد الامير عبدالله الاموي ونشرها الراهب الاسباني ملتشور انطونيا، والثالثة وتتناول معظم عهد عبد الرحمن الناصر وقد اكتشفت حديثا في خزانة القصر الملكي بالرباط ولا تزال مخطوطة، الرابعة وتتناول عصر الحكم المستنصر ونشرها الدكتور عبد الرحمن الحجي.

وكان ابن حيان يطمح من خلال المقارنة الى تعريف العرب على الأتجاهات النقدية لدى الغرب فهو يقول في مقدمة كتابه وإني لم أزل منذ سنة عشر عاما أتتبع سير هذا الفن الجليل مكباً على مطالعة كتب من الفرنسيس أصحاب الباع الطويل حتى صار ذلك هوى النفس أن يقع إلا عليه وفي خلال ذلك كنت أقلب القديم والحديث من كتب العرب لعلي أظفر بشيء مترجم عن اليونان أو بكنز فكر في بعض الزوايا احتجبت فلم أفز بالضالة المنشودة ولا يجد المرء معدوماً وإن بذل مجهوداً فكاتبت في ذلك بعض الأخوان والأدباء وجهابذة العصر وأئمة العلماء في الشام والأقطار المصرية ومن الطبيعي في تلك المرحلة المبكرة أن لا يجد المؤلف كتبا نقدية عربية.

فالمؤلفات العربية القديمة كانت في تلك المرحلة لاتزال مخطوطات محفوظة المتاحف ولم يكن هنالك مؤلفات عربية حديثة في النقد الادبي ومقالات ادبية متفرقة ولهذا شعر المؤلف أنه يقدم شيئا جديدا للقارئ العربي يقول وهنا لا بد لي من أن أقص على القارئ ما دهاني من الحيرة الاضطراب عند أخذي القلم لتأليف هذا الكتاب إذ كل ما كنت أطلعت عليه من كتب هذا الفن في اللغة الفرنسوية لا ينطبق على ما عقدت على تأليفه النية إلا من وجه خفي فإن جميع ما قرأته لجهابذة هذا الفن المشهورين امثال سنت بوف ورينان وتين وفردينان وبرونيبر وأميل فاجيه، وجول اومتير وأدولف بريسون.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
من هو الخليفة المستنصر بالله

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى ملك العلم ، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...