بواسطة
بزل السائل الأمنيوسي
 
بزل السلى هو فحص يتم إجراؤه أحياناً خلال فترة الحمل. وهو اختبار من أجل البحث عن العُيوب الخَلقية والمُشكلات الوراثية لدى الجنين. وخلال زيارة المرأة الحامل الأولى إلى الطبيب، يقوم الطبيب بفحصها لمعرفة عدد من الأشياء من بينها المشكلات المتعلقة بالدم، وعلامات العدوى، وما إذا كانت المرأة مُمَنَّعة من الحَصبة الألمانية (روبيلا) والجدري. وعلى امتداد فترة الحمل كلها، يُمكن أن يقترح الطبيب إجراء عدد من الفحوص الأخرى أيضاً. يقترح الأطباء إجراء بعض هذه الفحوص على كل امرأة حامل، وذلك من قَبيل فَحص السكري الحَملي، ومُتلازمة داون، والإيدز. لكن هناك اختبارات أخرى قد يتم اقتراحها استناداً إلى: • سن المرأة. • التاريخ الصحي الشخصي أو العائلي. • الخلفية الإثنية للمرأة. • نتائج الفحوص الروتينية. هناك بعض الفحوص التي تعتبر من بين فُحوص التَّحَري. وهي تتحرى المخاطر المتعلقة ببعض المشكلات الصحية، المحتملة، أو علامات هذه المشكلات، لدى الأول أو الجنين. واستناداً إلى نتائج هذه الفحوص، فإن الطبيب يمكن أن يقترح إجراء فحوص تشخيصية. إن الفحوص التشخيصية تُفيد في تأكيد أو نفي وجود بعض المشكلات الصحية لدى الأم أو الجنين.

 
 
لفهم بزل السائل الأمنيوسي أو السلى من الضروري التعرف على بعض أعضاء الجسم ووظائفها. يتحدث هذا القسم عن الكيس الأمنيوسي أو السلوي والأمراض الوراثية والحمل. يحصل الجنين على غذائه عبر المشيمة. المشيمة هي عضو خاص يلتصق بجدار الرحم أثناء الحمل. يحصل دم الجنين على الأوكسجين والمغذيات من دم الأم عبر المشيمة أيضاً. بالاضافة الى نقل الاكسجين والمغذيات فان دم الام يحمل الفضلات التي تخرج من دم الجنين أثناء مروره بالمشيمة عبر الحبل السري. يسبح الجنين داخل الكيس السلوي في سائل يسمى السائل الأمنيوسي أو السائل السلوي. يحتوي هذاالسائل على الفضلات والخلايا التي يتخلص منها الجنين. لخلايا السائل الأمنيوسي نواة كغيرها من خلايا الجسم. تحتوي نوى الأمنيوسية على صبغيات أو كروموسومات الجنين. تتحكم الكروموسومات ببناء الجسم ونموه بالإضافة إلى الصفات المكتسبة بالوراثة. هناك ثلاثة وعشرون زوجاً من الكروموسومات. يحتوي كل كروموسوم على آلاف الجينات. تحدد الجينات شكل الإنسان وصحته. تسمى هذه الكروموسومات بالمادة الوراثية أو الجينية للجنين. تحتوي كل خلايا الفرد على المادة الوراثية نفسها. لذا فإن فحص السائل الأمنيوسي يشبه فحص خلايا الجنين. يمكن فحص الكروموسومات للتأكد من إذا كان الجنين مصاب بمرض وراثي. يصاب الجنين بمرض وراثي عندما يكون أحد الكروموسومات غير سوي. في بعض الأحيان يسبب جين واحد غير سوي المرض. من الأمراض الوراثية الناتجة عن خلل في إحدى الكروموسومات داء داون. فإذا كان لدى معظم الناس زوج من الكروموسومات رقمهما واحد وعشرون فإن مرضى داء داون لديهم ثلاثة كروموسومات رقمها واحد وعشرون. يعاني مرضى داء داون من تخلف ذهني وجسدي. ينجم داء الحثل أو الاعتلال العضلي من نمط دوشين عن خلل في إحدى جينات الكروموسوم الثالث والعشرين. يسبب هذا المرض ضعفاً شديداً في العضلات مما يؤدي عادة إلى الموت حول سن العشرين. وكلما تقدمت الأم الحامل في العمر زادت فرصة إنجاب طفل مصاب بمرض وراثي. عندما تبلغ المرأة سن الخامسة والثلاثين يصبح احتمال الإصابة واحد من مئة وثمان وسبعين. حين تبلغ المرأة سن الثامنة والأربعين يزداد الإحتمال إلى واحد من ثمانية.

 
يجرى بزل السائل الأمنيوسي للتأكد من إصابة الجنين بأي خلل وراثي. كما يمكن إجراء بزل السائل الأمنيوسي في آخر أشهر الحمل للتأكد من مدى استعداد رئتي الجنين للحياة خارج الرحم. يجرى هذا عادة عند الحاجة إلى توليد الأم قبل الوقت المحدد. كما يجرى بزل السائل الأمنيوسي للتحقق من وجود التهابات في الرحم أو السائل الأمنيوسي ليطمئن الطبيب من عدم إصابة الحامل بأي منها. كما قد يجرى بزل السائل الأمنيوسي للتحقق من الاختلافات بين دم الأم ودم الطفل. يسمى هذا بالتحسيس لعامل الراهاء. إن مستضد الراهاء هو مادة كيميائية موجودة على سطح خلايا الدم الحمراء لدى بعض الأشخاص. إن بزل السائل الأمنيوسي فحص آمن. تبلغ نسبة خطر الإجهاض بعد إجراء بزل السائل الأمنيوسي أو السلى نصف بالمئة، أي واحد من مئتين. إذا كانت الأم دون سن الخامسة والثلاثين وتتمتع بصحة جيدة يقل خطر إصابة الطفل بمرض وراثي إلى حد كبير بحيث لا ينصح بإجراء بزل السائل الأمنيوسي. ينصح الأطباء بإجراء بزل السائل الأمنيوسي للنساء الحوامل في سن الخامسة والثلاثين وما فوق لأن خطر إصابة الجنين بخلل وراثي أكبر من خطر إجراء بزل السائل الأمنيوسي. كما يوصي الأطباء بإجراء بزل السائل الأمنيوسي للنساء الحوامل دون سن الخامسة والثلاثين إذا كن يحملن مرضاً وراثيا أو سبق لأحد من أفراد عائلاتهن الإصابة بمرض وراثي. إذا كانت كمية السلوي أو السائل الأمنيوسي قليلة جدا أو إذا كانت المشيمة موجودة أمام الرحم فلا يمكن إجراء بزل السائل الأمنيوسي يجرى التصوير بالأموج فوق الصوتية أو الإيكو قبل إجراء بزل السائل الأمنيوسي للتأكد من الحالتين. لا ينصح بإجراء بزل السائل الأمنيوسي قبل مرور أربعة عشر أسبوعاً على الحمل. فإجراء بزل السائل الأمنيوسي قبل ذلك يزيد من المخاطر كما لا تعتبر النتائج دقيقة جداً.

 
قد تقلق النساء الحوامل فوق سن الخامسة والثلاثين من إصابة أجنتهن بأي خلل. هناك فحصان آخران بجانب بزل السائل الأمنيوسي للتأكد من أي إصابة لدى الجنين: فحص المؤشر الرباعي وأخذ عينة من زغابات المشيمة. إن المؤشر الرباعي هو فحص يجرى على الدم لقياس أربع مواد فيه. وليس لفحص المؤشر الرباعي أي مخاطر إلا أنه ليس بدقة بزل السائل الأمنيوسي في كشف العيوب الخلقية. يكشف المؤشر الرباعي تثلث الكروموسومات التي تحمل الرقم واحد وعشرين وثمانية عشر. لدى الأطفال المصابين بهذا المرض ثلاثة كروموسومات بدلا من كروموسومين تحمل الرقم واحد وعشرين أو ثمانية عشر. ولا يكشف المؤشر الرباعي أي أمراض وراثية أخرى. يوصي الطبيب عادة بِإجراء بزل السائل الأمنيوسي عندما تدل نتائج المؤشر الرباعي على الإصابة بالتثلث الصبغي. أما أخذ عينة من زغابات المشيمة فليس متوفرا في الكثير من المراكز الطبية. ففي أخذ عينة من زغابات المشيمة تؤخذ عينة من نسيج المشيمة عبر المهبل أو البطن. يمكن إجراء أخذ عينة من زغابات المشيمة قبل ستة أسابيع من بزل السائل الأمنيوسي أو السلى، أي في الأسبوع العاشر إلى الثاني عشر من الحمل. أن أخذ عينة من زغابات المشيمة يزيد خطر الأجهاض إلى الضعف ولا يكشف عن الإصابة بالكثير من الأمراض الوراثية مثل ما يكشف بزل السائل الأمنيوسي. هناك فحص للدم وتصوير بالأمواج فوق الصوتية جديدين لداء داون وغيره من الأمراض الوراثية والعيوب الخلقية للقلب. يمكن إجراء فحص الدم والتصوير بالأمواج فوق الصوتية خلال الأشهر الثلاثة الأولى للحمل بين الأسبوع الحادي عشر والرابع عشر. يفضل بعض الأزواج عدم إجراء أي فحص لكشف أي خلل في الأجنة. لكل زوجين أسباب مختلفة لسعيهم للتأكد من صحة الطفل. فبعضهم يفضل الإجهاض عند اكتشاف أي خلل خطير في صحة الطفل. والبعض الآخر يفضل الاستعداد لتحديات الاحتفاظ بذلك الطفل وتربيته. كما يمكن علاج الجنين المصاب أثناء الحمل في بعض الحالات.

 
يجري الطبيب النسائي بزل السائل الأمنيوسي أو السلى في العيادة أو المستشفى. إن هذا هو إجراء يجرى للمريضات الخارجيات، أي يمكن للمريضة أن تعود إلى المنزل بعد إجراء بزل السائل الأمنيوسي مباشرة. ويستغرق الإجراء حوالي ربع ساعة إلى عشرين دقيقة. ليس هناك إجراءات خاصة قبل بزل السائل الأمنيوسي أو السلى. وتطلب الطبيبة من الحامل التبول وإفراغ مثانتها قبل إجراء بزل السائل الأمنيوسي. ثم تحضرها بان تطلب منها الاستلقاء على ظهرها مع بقاء القسم العلوي من جسمها مرفوعاَ قليلاَ. تنظف الطبيبة أسفل بطن الحامل بمطهر، ثم تحقن مخدراَ لتخدير مكان إدخال الإبرة. وتشعر الحامل عادة بوخز قوي بضع ثوان. تدخل الإبرة عبر البطن إلى داخل الرحم دون أن تؤذي الجنين أو المشيمة. سوف تشعر الحامل كأنها تجري فحصاً للدم. تسحب الطبيبة حوالي ملعقتي طعام من السائل الأمنيوسي عبر المحقنة المتصلة بالإبرة. وتنصح الحامل أن تبقى مرتاحة وأن تتنفس ببطء وأن ترخي عضلات بطنها. بعد أن تسحب الطبيبة السائل، تسحب الإبرة وتغطي مكان دخولها بضمادة.

 
بعد إجراء بزل السائل الأمنيوسي قد تشعر الحامل ببعض التعب أو الغثيان. كما قد تعاني من المعص الخفيف. ويجب ألا تقوم الحامل بأي مجهود مدة ساعة بعد إجراء بزل السائل الأمنيوسي. وبعد مرور ساعة يمكن للمريضة العودة إلى ممارسة نشاطاتها المعتادة إذا سمح لها طبيبها بذلك. وينبغي على الحامل أن تخبر الطبيبة فوراَ إذا لاحظت أيا من الأعراض التالية:

ألم في البطن أو معص معتدل أو قوي
رعدة أو حمى تزيد معها حرارة الجسم عن ثمان وثلاثين درجة مئوية أو مئة درجة فهرنهايت.
دوار
نزيف أو تسرب السائل من المهبل أو من مكان أدخال الإبرة.
إحمرار أو تورم في مكان إدخال الإبرة.

كما ينبغي على الحامل أن تتصل بطبيبها إذا لاحظت أي تغيير في حركة الجنين.
 
إن بزل السائل الأمنيوسي آمن جداَ عادة. وهناك احتمال يقرب من نصف بالمئة أو واحد من مئتين للإجهاض بعد بزل السائل الأمنيوسي. هناك خطر الإصابة بنزيف أو تسرب للسائل من المهبل. تحصل هذه الحالة لدى واحد بالمئة من النساء اللواتي يجرين بزل السائل الأمنيوسي. يراقب الأطباء هذه المضاعفات ويعالجونها إذا لم تختف. في بعض الحالات النادرة تلامس الإبرة الجنين أثناء بزل السائل الأمنيوسي. ولكن الجنين يسبح بعيداَ عنها حين تقترب منه فلا يتعرض للأذى عادة. هناك خطر ضئيل للنزيف الذي قد يسبب إختلاط دم الأم ودم الجنين بعد إجراء بزل السائل الأمنيوسي. لذا تعطى الأم الحامل التي تحمل زمرة دم راهاء سلبي حقنة لتجنب تحسيس الراهاء. لا تضمن نتائج بزل السائل الأمنيوسي الطبيعية سلامة الطفل. فبعض العيوب الخلقية كانشقاق الحنك لا تظهر في نتائج بزل السائل الأمنيوسي. في بعض الحالات ينصح بإجراء بزل السائل الأمنيوسي قبل الأسبوع الرابع عشر من الحمل. يزيد ذلك من خطر التعرض للإجهاض كما أن النتائج لا تعتبر دقيقة. كما يتعرض الجنين إلى خطر تشوه الأطراف.

 
بعد إجراء بزل السائل الأمنيوسي ، ترسل عينة السائل الأمنيوسي إلى المختبر للتحليل. يستغرق ظهور النتيجة عشرة أيام إلى ثلاثة أسابيع وذلك بحسب المختبر الطبي. يستغرق ظهور النتائج هذه الفترة الطويلة لأنه يجب انتظار نمو الخلايا في المختبر من أجل تحليلها. تجرى الفحوصات الجينية والكيميائية في المختبر. يتم تحليل بعض الكروموسومات والجينات بالنسبة للفحوصات الوراثية أو الجينية. أما بالنسبة للفحوصات الكيميائية فيتم تحليل البروتينات والمعادن وغيرها من المركبات. إذا ظهرت نتائج بزل السائل الأمنيوسي "غير طبيعية" فيمكن للحامل مناقشة الأمر مع مستشار متخصص بالأمراض الوراثية أو الجينية.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
بزل السلى هو فحص يتم إجراؤه أحياناً خلال فترة الحمل. وهو اختبار من أجل البحث عن العُيوب الخَلقية والمُشكلات الوراثية لدى الجنين. وخلال زيارة المرأة الحامل الأولى إلى الطبيب، يقوم الطبيب بفحصها لمعرفة عدد من الأشياء من بينها المشكلات المتعلقة بالدم، وعلامات العدوى، وما إذا كانت المرأة مُمَنَّعة من الحَصبة الألمانية (روبيلا) والجدري. وعلى امتداد فترة الحمل كلها، يُمكن أن يقترح الطبيب إجراء عدد من الفحوص الأخرى أيضاً. يقترح الأطباء إجراء بعض هذه الفحوص على كل امرأة حامل، وذلك من قَبيل فَحص السكري الحَملي، ومُتلازمة داون، والإيدز. لكن هناك اختبارات أخرى قد يتم اقتراحها استناداً إلى: • سن المرأة. • التاريخ الصحي الشخصي أو العائلي. • الخلفية الإثنية للمرأة. • نتائج الفحوص الروتينية. هناك بعض الفحوص التي تعتبر من بين فُحوص التَّحَري. وهي تتحرى المخاطر المتعلقة ببعض المشكلات الصحية، المحتملة، أو علامات هذه المشكلات، لدى الأول أو الجنين. واستناداً إلى نتائج هذه الفحوص، فإن الطبيب يمكن أن يقترح إجراء فحوص تشخيصية. إن الفحوص التشخيصية تُفيد في تأكيد أو نفي وجود بعض المشكلات الصحية لدى الأم أو الجنين.

 
 
لفهم بزل السائل الأمنيوسي أو السلى من الضروري التعرف على بعض أعضاء الجسم ووظائفها. يتحدث هذا القسم عن الكيس الأمنيوسي أو السلوي والأمراض الوراثية والحمل. يحصل الجنين على غذائه عبر المشيمة. المشيمة هي عضو خاص يلتصق بجدار الرحم أثناء الحمل. يحصل دم الجنين على الأوكسجين والمغذيات من دم الأم عبر المشيمة أيضاً. بالاضافة الى نقل الاكسجين والمغذيات فان دم الام يحمل الفضلات التي تخرج من دم الجنين أثناء مروره بالمشيمة عبر الحبل السري. يسبح الجنين داخل الكيس السلوي في سائل يسمى السائل الأمنيوسي أو السائل السلوي. يحتوي هذاالسائل على الفضلات والخلايا التي يتخلص منها الجنين. لخلايا السائل الأمنيوسي نواة كغيرها من خلايا الجسم. تحتوي نوى الأمنيوسية على صبغيات أو كروموسومات الجنين. تتحكم الكروموسومات ببناء الجسم ونموه بالإضافة إلى الصفات المكتسبة بالوراثة. هناك ثلاثة وعشرون زوجاً من الكروموسومات. يحتوي كل كروموسوم على آلاف الجينات. تحدد الجينات شكل الإنسان وصحته. تسمى هذه الكروموسومات بالمادة الوراثية أو الجينية للجنين. تحتوي كل خلايا الفرد على المادة الوراثية نفسها. لذا فإن فحص السائل الأمنيوسي يشبه فحص خلايا الجنين. يمكن فحص الكروموسومات للتأكد من إذا كان الجنين مصاب بمرض وراثي. يصاب الجنين بمرض وراثي عندما يكون أحد الكروموسومات غير سوي. في بعض الأحيان يسبب جين واحد غير سوي المرض. من الأمراض الوراثية الناتجة عن خلل في إحدى الكروموسومات داء داون. فإذا كان لدى معظم الناس زوج من الكروموسومات رقمهما واحد وعشرون فإن مرضى داء داون لديهم ثلاثة كروموسومات رقمها واحد وعشرون. يعاني مرضى داء داون من تخلف ذهني وجسدي. ينجم داء الحثل أو الاعتلال العضلي من نمط دوشين عن خلل في إحدى جينات الكروموسوم الثالث والعشرين. يسبب هذا المرض ضعفاً شديداً في العضلات مما يؤدي عادة إلى الموت حول سن العشرين. وكلما تقدمت الأم الحامل في العمر زادت فرصة إنجاب طفل مصاب بمرض وراثي. عندما تبلغ المرأة سن الخامسة والثلاثين يصبح احتمال الإصابة واحد من مئة وثمان وسبعين. حين تبلغ المرأة سن الثامنة والأربعين يزداد الإحتمال إلى واحد من ثمانية.

 
يجرى بزل السائل الأمنيوسي للتأكد من إصابة الجنين بأي خلل وراثي. كما يمكن إجراء بزل السائل الأمنيوسي في آخر أشهر الحمل للتأكد من مدى استعداد رئتي الجنين للحياة خارج الرحم. يجرى هذا عادة عند الحاجة إلى توليد الأم قبل الوقت المحدد. كما يجرى بزل السائل الأمنيوسي للتحقق من وجود التهابات في الرحم أو السائل الأمنيوسي ليطمئن الطبيب من عدم إصابة الحامل بأي منها. كما قد يجرى بزل السائل الأمنيوسي للتحقق من الاختلافات بين دم الأم ودم الطفل. يسمى هذا بالتحسيس لعامل الراهاء. إن مستضد الراهاء هو مادة كيميائية موجودة على سطح خلايا الدم الحمراء لدى بعض الأشخاص. إن بزل السائل الأمنيوسي فحص آمن. تبلغ نسبة خطر الإجهاض بعد إجراء بزل السائل الأمنيوسي أو السلى نصف بالمئة، أي واحد من مئتين. إذا كانت الأم دون سن الخامسة والثلاثين وتتمتع بصحة جيدة يقل خطر إصابة الطفل بمرض وراثي إلى حد كبير بحيث لا ينصح بإجراء بزل السائل الأمنيوسي. ينصح الأطباء بإجراء بزل السائل الأمنيوسي للنساء الحوامل في سن الخامسة والثلاثين وما فوق لأن خطر إصابة الجنين بخلل وراثي أكبر من خطر إجراء بزل السائل الأمنيوسي. كما يوصي الأطباء بإجراء بزل السائل الأمنيوسي للنساء الحوامل دون سن الخامسة والثلاثين إذا كن يحملن مرضاً وراثيا أو سبق لأحد من أفراد عائلاتهن الإصابة بمرض وراثي. إذا كانت كمية السلوي أو السائل الأمنيوسي قليلة جدا أو إذا كانت المشيمة موجودة أمام الرحم فلا يمكن إجراء بزل السائل الأمنيوسي يجرى التصوير بالأموج فوق الصوتية أو الإيكو قبل إجراء بزل السائل الأمنيوسي للتأكد من الحالتين. لا ينصح بإجراء بزل السائل الأمنيوسي قبل مرور أربعة عشر أسبوعاً على الحمل. فإجراء بزل السائل الأمنيوسي قبل ذلك يزيد من المخاطر كما لا تعتبر النتائج دقيقة جداً.

 
قد تقلق النساء الحوامل فوق سن الخامسة والثلاثين من إصابة أجنتهن بأي خلل. هناك فحصان آخران بجانب بزل السائل الأمنيوسي للتأكد من أي إصابة لدى الجنين: فحص المؤشر الرباعي وأخذ عينة من زغابات المشيمة. إن المؤشر الرباعي هو فحص يجرى على الدم لقياس أربع مواد فيه. وليس لفحص المؤشر الرباعي أي مخاطر إلا أنه ليس بدقة بزل السائل الأمنيوسي في كشف العيوب الخلقية. يكشف المؤشر الرباعي تثلث الكروموسومات التي تحمل الرقم واحد وعشرين وثمانية عشر. لدى الأطفال المصابين بهذا المرض ثلاثة كروموسومات بدلا من كروموسومين تحمل الرقم واحد وعشرين أو ثمانية عشر. ولا يكشف المؤشر الرباعي أي أمراض وراثية أخرى. يوصي الطبيب عادة بِإجراء بزل السائل الأمنيوسي عندما تدل نتائج المؤشر الرباعي على الإصابة بالتثلث الصبغي. أما أخذ عينة من زغابات المشيمة فليس متوفرا في الكثير من المراكز الطبية. ففي أخذ عينة من زغابات المشيمة تؤخذ عينة من نسيج المشيمة عبر المهبل أو البطن. يمكن إجراء أخذ عينة من زغابات المشيمة قبل ستة أسابيع من بزل السائل الأمنيوسي أو السلى، أي في الأسبوع العاشر إلى الثاني عشر من الحمل. أن أخذ عينة من زغابات المشيمة يزيد خطر الأجهاض إلى الضعف ولا يكشف عن الإصابة بالكثير من الأمراض الوراثية مثل ما يكشف بزل السائل الأمنيوسي. هناك فحص للدم وتصوير بالأمواج فوق الصوتية جديدين لداء داون وغيره من الأمراض الوراثية والعيوب الخلقية للقلب. يمكن إجراء فحص الدم والتصوير بالأمواج فوق الصوتية خلال الأشهر الثلاثة الأولى للحمل بين الأسبوع الحادي عشر والرابع عشر. يفضل بعض الأزواج عدم إجراء أي فحص لكشف أي خلل في الأجنة. لكل زوجين أسباب مختلفة لسعيهم للتأكد من صحة الطفل. فبعضهم يفضل الإجهاض عند اكتشاف أي خلل خطير في صحة الطفل. والبعض الآخر يفضل الاستعداد لتحديات الاحتفاظ بذلك الطفل وتربيته. كما يمكن علاج الجنين المصاب أثناء الحمل في بعض الحالات.

 
يجري الطبيب النسائي بزل السائل الأمنيوسي أو السلى في العيادة أو المستشفى. إن هذا هو إجراء يجرى للمريضات الخارجيات، أي يمكن للمريضة أن تعود إلى المنزل بعد إجراء بزل السائل الأمنيوسي مباشرة. ويستغرق الإجراء حوالي ربع ساعة إلى عشرين دقيقة. ليس هناك إجراءات خاصة قبل بزل السائل الأمنيوسي أو السلى. وتطلب الطبيبة من الحامل التبول وإفراغ مثانتها قبل إجراء بزل السائل الأمنيوسي. ثم تحضرها بان تطلب منها الاستلقاء على ظهرها مع بقاء القسم العلوي من جسمها مرفوعاَ قليلاَ. تنظف الطبيبة أسفل بطن الحامل بمطهر، ثم تحقن مخدراَ لتخدير مكان إدخال الإبرة. وتشعر الحامل عادة بوخز قوي بضع ثوان. تدخل الإبرة عبر البطن إلى داخل الرحم دون أن تؤذي الجنين أو المشيمة. سوف تشعر الحامل كأنها تجري فحصاً للدم. تسحب الطبيبة حوالي ملعقتي طعام من السائل الأمنيوسي عبر المحقنة المتصلة بالإبرة. وتنصح الحامل أن تبقى مرتاحة وأن تتنفس ببطء وأن ترخي عضلات بطنها. بعد أن تسحب الطبيبة السائل، تسحب الإبرة وتغطي مكان دخولها بضمادة.

 
بعد إجراء بزل السائل الأمنيوسي قد تشعر الحامل ببعض التعب أو الغثيان. كما قد تعاني من المعص الخفيف. ويجب ألا تقوم الحامل بأي مجهود مدة ساعة بعد إجراء بزل السائل الأمنيوسي. وبعد مرور ساعة يمكن للمريضة العودة إلى ممارسة نشاطاتها المعتادة إذا سمح لها طبيبها بذلك. وينبغي على الحامل أن تخبر الطبيبة فوراَ إذا لاحظت أيا من الأعراض التالية:

ألم في البطن أو معص معتدل أو قوي
رعدة أو حمى تزيد معها حرارة الجسم عن ثمان وثلاثين درجة مئوية أو مئة درجة فهرنهايت.
دوار
نزيف أو تسرب السائل من المهبل أو من مكان أدخال الإبرة.
إحمرار أو تورم في مكان إدخال الإبرة.

كما ينبغي على الحامل أن تتصل بطبيبها إذا لاحظت أي تغيير في حركة الجنين.
 
إن بزل السائل الأمنيوسي آمن جداَ عادة. وهناك احتمال يقرب من نصف بالمئة أو واحد من مئتين للإجهاض بعد بزل السائل الأمنيوسي. هناك خطر الإصابة بنزيف أو تسرب للسائل من المهبل. تحصل هذه الحالة لدى واحد بالمئة من النساء اللواتي يجرين بزل السائل الأمنيوسي. يراقب الأطباء هذه المضاعفات ويعالجونها إذا لم تختف. في بعض الحالات النادرة تلامس الإبرة الجنين أثناء بزل السائل الأمنيوسي. ولكن الجنين يسبح بعيداَ عنها حين تقترب منه فلا يتعرض للأذى عادة. هناك خطر ضئيل للنزيف الذي قد يسبب إختلاط دم الأم ودم الجنين بعد إجراء بزل السائل الأمنيوسي. لذا تعطى الأم الحامل التي تحمل زمرة دم راهاء سلبي حقنة لتجنب تحسيس الراهاء. لا تضمن نتائج بزل السائل الأمنيوسي الطبيعية سلامة الطفل. فبعض العيوب الخلقية كانشقاق الحنك لا تظهر في نتائج بزل السائل الأمنيوسي. في بعض الحالات ينصح بإجراء بزل السائل الأمنيوسي قبل الأسبوع الرابع عشر من الحمل. يزيد ذلك من خطر التعرض للإجهاض كما أن النتائج لا تعتبر دقيقة. كما يتعرض الجنين إلى خطر تشوه الأطراف.

 
بعد إجراء بزل السائل الأمنيوسي ، ترسل عينة السائل الأمنيوسي إلى المختبر للتحليل. يستغرق ظهور النتيجة عشرة أيام إلى ثلاثة أسابيع وذلك بحسب المختبر الطبي. يستغرق ظهور النتائج هذه الفترة الطويلة لأنه يجب انتظار نمو الخلايا في المختبر من أجل تحليلها. تجرى الفحوصات الجينية والكيميائية في المختبر. يتم تحليل بعض الكروموسومات والجينات بالنسبة للفحوصات الوراثية أو الجينية. أما بالنسبة للفحوصات الكيميائية فيتم تحليل البروتينات والمعادن وغيرها من المركبات. إذا ظهرت نتائج بزل السائل الأمنيوسي "غير طبيعية" فيمكن للحامل مناقشة الأمر مع مستشار متخصص بالأمراض الوراثية أو الجينية.

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى ملك العلم ، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...