في تصنيف اسلاميات بواسطة
الإيمان والعدل

يصدر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حكما بإقامة الحد عليه، فيتقبله صابرا محتسبا راغبا في عفو الله ومغفرته وقصة المرأة الغامدية قصة مشهورة في تاريخ المجتمع المسلم الأول السالم والمعافي من تفشي الجريمة وانتشارها؛ فقد اعترفت المرأة بجريمتها وظلت على موقفها تطالب بإقامة الحد عليها مدة سنتين وبضعة أشهر، حتى جاءت بالوليد بعد فطامه فسلمت وليدها مؤمنة صابرة محتسبة ممتثلة لأمر الله، ويقام عليها الحد رجما حتى الموت وهي فرحة مسرورة بما أقدمت عليه من تكفير للذئب وتطهير من الإثم.

فالعدل قيمة كبرى يستظل تحت شجرتها الوارفة المؤمنون بكرامة الإنسان وحريته، ينتجها إيمان بالله الذي لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون، العدل رأس كل القيم الكبرى، يتسع ليشمل الحقوق والواجبات الدائرة في محيط الإنسان، فردا، وأسرة، ومجتمعا.

وفي حياتنا الإسلامية نماذج من الحكام صدقوا في إيمانهم فكانوا أمثلة يحتذى بهم، ومنهم عمر بن عبد العزيز الذي كان يخرج مناديه ينادي في كل يوم : أين الغارمون ؟ أين الراغبون في الزواج ؟ أين اليتامى ؟ أين المساكين ؟ حتى أغنى كل هؤلاء جميعاً، وأغنى كل من خدم في سلك الدولة، فادى الناس واجباتهم، وأخذوا حقوقهم، وخلت ساحات المحاكم من المتخاصمين، والسجون من المجرمين، كل ذلك بفعل إيمان الحاكم وعدله الذي لم يكن دافعه سوى رضى الله تعالى.

تحقيق مصالح العباد فالحكم بين الناس بدافع الإيمان بأن ما أنزل الله فيه الحق والعدل، يختلف كثيراً عن الحكم بدافع الهوى والرغبة في التسلط، فالحاكم المؤمن يبتغي من وراء منصبه.

وجه الله تعالى ونفع المسلمين، ويتخذ من قول الله تعالى : ( ولا يجرِمَنَّكُمْ شَنَانُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا أَعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) اشعارا له، ويتخذ من قوله تعالى :( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَنِ وَإِيتَابِي ذِى الْقُرْفَ وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيَّ ) [النحل:] منهاجاً له في أسلوب الحكم والإدارة.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
الإيمان والعدل
مرحبًا بك إلى دار العلم، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...