في تصنيف اسئلة دينية بواسطة
الإيمان والأمن الاجتماعي

هناك مصلحة للغير ومصلحة للنفس فإنه يقدم مصلحة الغير على مصلحة المسلمون هذا القدر من الإيثار وأشار إليه القرآن في ثنائه على الانصار، فقال تعالى( ويؤثرون عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شَحْ نَفْسِهِ، فَأَوْلَبِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ) (الحشر)

فالإيمان والأمن الاجتماعي الأمن على المال، هذه الخمس تشكل منظومة متكاملة لبناء مجتمع متحد تظلله الأمن على الدين ، الأمن على النفس الأمن على العقل، الأمن على العرض المسكينة والاطمئنان والاستقرار، ويوفر الإنسان في ظلها طاقته وجهده لخدمة المجتمع. وإذا سرت في أفراد المجتمع روح الإيمان أمن كل فرد من أفراده على نفسه فاصبح آمنا في سربه معافى في بدنه لا يخشى كيد كائد ولا غدر متربص.

فإذ تجبر عليه ظالم عشوم او بطش به خارج عن سبيل المؤمنين؛ فإن جميع أفراد المجتمع بدافع الإيمان يكونون مطالبين بأن يأخذوا له حقه ممن ظلمه والقضاء الشرعي يتولى بالنيابة عن المجتمع الأخذ بزمام المبادرة، فلا يعتدي أحد على أحد، ولا يتجرأ في التربص به أو إخافته، أو إقلاق راحته وسكينة .

الإيمان وازع قوي يمنع صاحبه من الوقوع في الجرائم والخطايا، فإذا هم بارتكاب شيء من ذلك تذكر رقابة الله وتذكر قدرة الله عليه، وتذكر عقابه، فارتدع والزجر، ع عما هم به، وهكذا تقل الجريمة في المجتمع المؤمن.

مع ذلك فإن بشرية الإنسان وتعرضه لنوازع الهوى وإغراءات الشيطان، ومروره بحالات من ضعف الإيمان، قد توقعه في بعض الآثام وتهون عليه ارتكاب بعض الجرائم، غير أن إيمانه ما يلبث أن ورجع يعود إلى قوته وسرعان ما يستيقظ ضميرة، ويندفع إلى تسليم نفسه للمحكمة الشرعية، والاعتراف بما ارتكب من جريمة، ويطالب بتوقيع العقوبة المناسبة بدافع من ذلك تطهير له من آثار الإثم وكفارة له عن ذنبه، وقد وقع مثل هذا في عهده عليه الصلاة والسلام فى قصة ماعز الذي اعترف بجريمة الزنى فحاول معه عليه أفضل الصلاة والسلام ليصرفه عن هذا الاعتراف حتى لا يتحمل العقوبة.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
الإيمان والأمن الاجتماعي
مرحبًا بك إلى ملك العلم ، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...