كثرة الزلازل وهي من علامات الساعة الصغرى
من علامات الساعة الصغرى كثرةُ الزَّلازِلِ
عَن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عَنه قال : قال رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((لا تَقومُ السَّاعةُ حَتَّى يُقبَضَ العِلمُ ، وتَكثُرَ الزَّلازِلُ ، ويَتَقارَبَ الزَّمانُ ، وتَظهَرَ الفِتَنُ ، ويَكثُرَ الهَرْجُ ، وهو القَتْلُ القَتْلُ ... )) . رواه البخاري ومسلم.
قال الْمظهريُّ : ((حَتَّى تَكثُر الزَّلازِلُ)) الزَّلازِلُ : جَمعُ زَلزَلةٍ ، وهيَ تَحريكُ الأرضِ. يَعني : يَكونُ تَحريكُ الأرضِ في آخِرِ الزَّمانِ كثيرًا.
وقال ابنُ رَجَبٍ في شَرحِ الحَديثِ :
(أمَّا كثرةُ الزَّلازِلِ ، فهو مَقصودُ البُخاريِّ في هذا البابِ مِنَ الحَديثِ :
والظَّاهِرُ : أنَّه حَملَه على الزَّلازِلِ الْمَحسوسةِ ، وهيَ ارتِجافُ الأرضِ وتَحَرُّكُها.
ويُمكِنُ حَملُه على الزَّلازِلِ الْمَعنَويَّةِ ، وهيَ كثرةُ الفِتَنِ الْمُزعِجةِ الْمُوجِبةِ لارتِجافِ القُلوبِ.
والأوَّلُ أظهَرُ ؛ لأنَّ هذا يُغني عَنه ذِكرُ ظُهورِ الفِتَنِ).
وقال ابنُ حَجَرٍ : (نَصٌّ في الخَبَرِ على أنَّ أكثَرَ الزَّلازِلِ من أشراطِ السَّاعةِ).
وقال أيضًا (قَولُه : ((وتَكثُر الزَّلازِلُ)) قَد وقَعَ في كثيرٍ مِنَ البِلادِ الشَّماليَّةِ والشَّرقيَّةِ والغَربيَّةِ كثيرٌ مِنَ الزَّلازِلِ ، ولَكِنَّ الذي يَظهَرُ أنَّ الْمُرادَ بكَثرَتِها شُمولُها ودَوامُها ، وقَد وقَعَ في حَديثِ سَلَمةَ بنِ نفيلٍ عِندَ أحمَدَ : ((وبينَ يَدَيِ السَّاعةِ سَنَواتُ الزَّلازِلِ)).
وقال ابنُ عُثَيمين : (أخبَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه لا تَقومُ السَّاعةُ حَتَّى تَكثُر الزَّلازِلُ ، وهيَ نَوعانِ : زَلازِلُ حِسِّيَّةٌ تَهُزُّ الأرضَ ، فتُدَمِّرُ القُرى والمَساكِنَ ، وزَلازِلُ مَعنَويَّةٌ تُزَلزِلُ الإيمانَ والعَقيدةَ والأخلاقَ والسُّلوكَ ، حَتَّى يَضطَرِبَ النَّاسُ في عَقائِدِهم وأخلاقِهم وسُلوكِهم ، فيَعودَ الحَليمُ العاقِلُ حيرانَ ، والحَديثُ مُحتَمِلٌ لكُلٍّ مِنهما ، وهو في الأوَّلِ أظهَرُ).